المدرب مراد الناصري
يحتاج
الإنسان للحب في كل مراحل حياته إلا أن طبيعة الحب تختلف باختلاف عمره و قد توصل
المختصين في هدا المجال إلى كون حاجة الإنسان للحب تختلف في كل سبعة سنوات و تم
تقسيم مراحل احتياجنا للحب كما يلي :

-
من سنة إلى 7 سنوات ( الحب الأبوي )
في هده
المرحلة يحتاج الإنسان لحب الوالدين باعتبار حبهما له هو المصدر الوحيد لتحقيق
حاجيات العاطفية و الشعور بالدفء الأسري و تنمية قدراتها الشخصية، و في حالة عدم
توفر هدا النوع من الحب في هده المرحلة بالذات فمن المحتمل أن يؤثر ذلك سلبا على
شخصية الإنسان في المستقبل و يجعله يعاني من مشاكل على مستوى تقبل حب الطرف الأخر
بل حتى على تكوين علاقات حميمة .
-
من 7 سنوات إلى 14 سنة ( الحب العائلي )
في هده
المرحلة تتوسع دائرة الاحتياج للحب لتشمل كل العائلة من أبوين و إخوة ، لنستطيع
تعلم كيف نحب أنفسنا فعندما نرى حب العائلة لنا ندرك قيمة أنفسنا و بأننا جديرين
بالحب و الاحترام ، كما أن الحب في هده المرحلة يوفر لنا الأمان لنتعلم بحيث
يستطيع الإنسان أن يرتكب الأخطاء و يتعلم منها مادام هناك من سوف يحميه و يقف في
جانبه عند خطئه .
-
من 14 سنة إلى 21 سنة ( حب المراهقة )
في هده
المرحلة يحتاج الإنسان لحب أصدقائه و أقرانه و يكون سهل الانقياد وراء أي قيادة من
أقرانه، بحيث يسعى للتحرر من القيود الأسرية في رحلة البحث عن الذات و يريد تحويل
الدور الرقابي للآباء إلى دور المصاحبة و الاستشارة، فالإنسان في هده المرحلة يصبح
همه أن يحصل على تأييد و إعجاب أصدقائه أكثر من تأييد عائلته .
-
من 21 سنة إلى 28 سنة ( حب الذات )
في هده
المرحلة يحتاج الإنسان إلى حب نفسه و ثقته بها، بحيث يكون قد تحرر من القيود
الأسرية و الدراسية و أنطلق في رحلة بناء المستقبل من خلال استحضار اهتماماته و
إمكانياته .
-
من 28 سنة إلى 35 سنة ( الحب العاطفي )
في هده
المرحلة يصبح الإنسان في حاجة لحب جنس أخرى له يكون الهدف من وراء هدا الحب توفير
نوع من الاستقرار الذاتي و العائلي، كما أن الإنسان في هده المرحلة يكون محتاج لمن
يمنح له الحب ففي المراحل السابق كان يستهلك الحب أما في هده المرحلة فهو يكون
مستعد لتبادل الحب و يكون قادرا على العطاء إلا إدا حرم منه في المرحل السابقة .
-
من 35 سنة إلى 42 سنة ( الحب الأسري )
في هده
المرحلة يكون الإنسان قادرا على منح الحب إن لم نقول محتاج لمن يمنحهم حبه و غالبا
ما يمنح الإنسان الحب في هده المرحلة إلى زوجته و أبنائه و جميع الأشخاص الذين
يتعمدون عليه و يكون مسؤول عنهم، و عندما لا يجد الإنسان أسرة يمنحها حبه فإنه
يفرغ شحنات الحب في تربية الحيوانات الأليفة أو الاهتمام بالأعمال الخيرية و
اليتامى فهو بحاجة لمن يمنحه حبه .
-
من 42 سنة إلى 49 سنة ( تقييم الحب )
في هده
المرحلة التي يسميها البعض بأزمة منتصف العمر يقوم الإنسان بعملية التقييم
بحيث يقف موقف الحكم بين ما أعطي من الحب و ما حصل عليه كمقابل لمنحه و قد سميت
هده المرحلة بأزمة منتصف العمر لكونها تقع فجأة بحيث قد يتنكر الإنسان لمن يحب و
يتملص من المسؤولية و تجده منشغل بممارسة هواياته أو القيام ببعض التصرفات التي
يطلق عليها " المراهقة المتأخرة " .
-
من 49 سنة إلى 56 سنة ( فقدان الحب)
في هده
المرحلة يشعر الإنسان بالوحدة و الفراغ، فالأبناء الذين تعب في تربيتهم و منحهم
الحب كل واحد منهم استقل بذاته و أصبح منشغلا بأبنائه و أسرته، و الصحة التي كانت
له قبل أن يصل لهده المرحلة بدأت تتلاشى فيبدأ الإنسان يشعر بنوع من الحزن و يصبح
جد حساس فهو في هده المرحلة بحاجة للحب و الحنان بحاجة لمن يعترف له بالجميل .
-
من 56 سنة فما فوق ( حب الله )
في هده
المرحلة يتجه الإنسان نحو الانطواء على نفسه فنجد المرأة تتمرد على زوجها و تبحث
عن الاستقلال الذاتي و يصبح حب الإنسان في هده المرحلة متجها نحو الأطفال بحيث يرى
فيهم الحياة كما يصبح أقرب من الله أكثر من أي وقت مضى .
Quantity :
أضف للسلة