إدفع الأن

وظيفة الزواج

يقول عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب من استطاع الباءة منكم فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
للزواج مجموعة من الوظائف الدينية و الدنيوية التي تأثر بشكل إيجابي في الفرد و الأسرة و المجتمع و يمكننا أن نتطرق لبعض الوظائف منها :
أولا : الامتثال لأوامر الله
يعتبر الزواج في ديننا الإسلامي عبادة تنفيذا لأمر الله لقوله [ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ] كما هو إتباع لسنة رسول الله الذي كان يأمر بتزويج الشباب  و سن مجموعة من القواعد التي تأسس لعملية الزواج بل قد حذر رسول الله من عدم الزواج إدا توفرت شروطه و أمر الذين لا تتوفر فيهم الشروط بالصوم .
ثانيا : حفظ الأنساب
من الوظائف التي يحققها الزواج هو حفظ الأنساب على عكس الزنا التي تؤدي إلى اختلاطها، بحيث يضمن الزواج للأبناء الانتساب إلى آبائهم مما يشعرهم باعتبار دواتهم واستقرارهم ويجعلهم يحسون بكرامتهم الإنسانية، فالولد فرع من شجرة معروفة الأصل والمنبت والأرومة وليس ملقاً هملاً يسبح في الفضاء لا أصل له ولا جذر.

ولا ريب أن قوام الأسرة في الإسلام: الزوج والزوجة، بهما تتشكل البنية الأساسية لهذا الصرح الاجتماعي إلا أن تكاثر الأولاد من حولهما وفي ظل كنفهما أكمل لهذا الكيان وأمثل.. وما الزوجان إلا بمثابة جذع هذه الشجرة المباركة، والأولاد غصونها الممتدة وفروعها، وشجرة جرداء من الغصن والفرع من الزهر والثمر، لن تكون بحال في كمال أخرى كثيفة الفروع، متشابكة الغصون، وارفة الظلال، زاخرة الجني والثمر.
ثالثا : الإشباع الجنسي
إن الله خلق الإنسان مفطور على مجموعة من الغرائز التي يحتاج لإشباعها، و لعل غريزة الجنس من أقوى هذه الغرائز بحيث أن قمعها قد يؤدي إلى تكوين شخصية عنيفة، لذلك أحل الله لنا الزواج لإشباع هذه الغريزة في إطار منظم بشكل يضع المرأة و الرجل في مكانة مقدسة و يحميهم من الأمراض التي قد تنتج عن الزنا، على عكس الرهبانية التي تحرم على بابوات الكنائس الزواج أو ممارسة الجنس مما يعد قمعا لغريزة فطرية .
رابعا : السكن العاطفي و الروحي
قال تعالى: [ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ]
إن الرابطة بين الرجل والمرأة ليست رابطة مضاجعة و جنس فحسب، بل هي أيضاً رابطة رعاية وحب، وعلاقة عطف ومودة وحنان، ولا أدل على ما يحققه الزواج من سكن وراحة وتوازن في حياة المرء من أن كل الإحصائيات الحديثة تفيد أن الذين يدخلون مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية أو ينتحرون أكثر ما يكونون من غير المتزوجين، لأن المتزوج - غالباً - ما يتصف بالاتزان النفسي والهدوء، وقلما يشوب حياته الشذوذ والسويداء اللذان تظل سحائبهما - في الأعم الغالب - حياة الأعزب.
خامسا : الزواج سترة
يقول عز و جل [ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ] و المقصود بهذه الآية أن الأزواج سترة لبعضهم البعض سترة جسدية و روحية و نفسية.
سادسا : معاودة التوحد
يقول عز و جل كما تم التطرق إلى دلك مسبقا [ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا] إن الله عز وجل خلق حواء من ضلع أدم ليعود إليها و من باب الحكمة أنه لم يخلقهما مخلوقين مختلفان فحواء من أدم
Quantity : أضف للسلة